جدّد رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الخميس نداء تونس من أجل تحقيق تضامن عالمي حقيقي في مجال المديونية وتخفيف الضغوط المالية والاقتصادية، وتأكيدها على ضرورة ضمان حصول كافة البلدان بشكل منصف على اللقاح ضد كوفيد 19 حين يتوفّر.
وقال سعيد في كلمة ألقاها خلال النقاش العام للدورة الاستثنائية 31 الافتراضية للجمعية العامّة للأمم المتّحدة على مستوى رؤساء الدول والحكومات حول جائحة كوفيد 19 العالمية، إن “تونس، إذ تُكبر الجهود التي تبذلها منظّمة الأمم المتّحدة ومختلف هياكلها من أجل مجابهة هذه الأزمة والتخفيف من آثارها المدمّرة، تُجدّد التأكيد على الحاجة الماسّة لخطّة تستجيب لمطالب الإنسانية جمعاء”.
واعتبر رئيس الدولة انه من الملحّ إعادة ترتيب أولويات التعاون الدولي، وتوفير الدعم المناسب بما يتماشى مع استحقاقات هذه المرحلة الاستثنائية ويُتيح ضمان الأمن الغذائي ونُظُمه المستدامة وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي والتغطية الصحية الشاملة، والمساواة بين الجميع في إطار منظومة حقوق الإنسان.
وذكر بأن تونس أكّدت منذ انتشار الوباء، ضرورة تعزيز الجهود الدولية المتضافرة والمتضامنة والمتكاملة لمواجهة هذه الجائحة التي يستحيل على بلدان العالم التصدّي لها بصفة فردية، مشيرا إلى دعوة تونس في هذا الإطار، إلى اعتماد مقاربة شاملة موحّدة ومنسّقة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات جميع البلدان والشعوب.
وكخطوة عمليّة لتجسيم هذه الرؤية، بادرت تونس، وهي العضو غير الدائم بمجلس الأمن، بتقديم مشروع قرار إلى المجلس، بالاشتراك مع فرنسا، تمّ على أساسه اعتماد القرار 2532 بإجماع كافة الأعضاء، حسب ما أكده رئيس الجمهورية واصفاّ هذا القرار بعلامة فارقة في تاريخ الأمم المتحدة، ذلك أنّه وبقدر ما نجح في توسيع مفهوم الأمن الجماعي ليشمل الجوائح الصحية باعتبارها إحدى التهديدات المحدقة بالسلم والأمن الدوليين، فإنّه أتاح كذلك تجميع الدول الأعضاء بمجلس الأمن وتوحيد رؤيتها حول المسؤولية المشتركة للدفع نحو الوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية في كلّ أنحاء العالم، والحثّ على إقرار هدنة إنسانية في مختلف مناطق النزاع.
وكان رئيس الجمهورية توجه في بداية كلمته بالشكر الجزيل لرئيس جمهورية أذربيجان ورئيس قمة حركة عدم الانحياز، على مبادرته بالدعوة، نيابة عن دول الحركة، إلى عقد هذه الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتّحدة حول تداعيات جائحة كوفيد 19.
كما جدّد الإعراب للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش عن تقدير تونس ودعمها لمساعيه ولمبادراته من أجل توحيد الجهود الدولية للتصدّي لهذا الوباء الذي لم تقف تداعياته ونتائجه وآثاره عند تهديد الصحّة البشريّة في العالم قاطبة بل امتدّت لتشكّل أحد العوامل المستجدّة لتهديد الأمن والسلم في العالم.