كتب:صلاح الطرابلسي
احتضنت قاعة عمار الخليفي بمدينة الثقافة اليوم الخميس عرضا خاصا لفيلم الهربة إخراج غازي الزغباني وبطولة نادية بوستة وغازي الزغباني ومحمد قريع ورانيا القابسي.
في الهربة صراع من نوع خاص بين بائعة هوى ومتطرف جمعتهما الصدفة في بيت دعارة…هو بلا إسم وبلا هوية أو قد يكون عارفا لهويته لكنه أراد تغييبها بأفكار مسقطة تبناها ويرى فيها الخلاص…هي بائعة هوى وجدت في جسدها الجميل والمثير سبيلا لتحصيل القوت…تعيش في غرفة ضيقة بائسة لكنها مصدر المتعة…فاجأها ذات صباح باكر هارب من البوليس بزي غريب ووجه غطته لحية كثيفة ربما قتلت ما في وجهه من براءة…هو مرعوب ومهزوز وهي مصدومة من هذا الاقتحام الغريب…بخوف يتوسلها أن تخفيه لتقبل وهي غير عارفة لماذا تجازف بحمايته.
تتواتر الأحداث بنسق بطيئ يجعلنا نعيش حالة التوتر والترقب والخوف التي عليها المتطرف وبائعة الهوى…نور خافت ينبعث من تلك الغرفة الضيقة والبائسة وكأنه ذلك الأمل المفقود أو الخلاص من القتامة والكآبة…هو يرفض النظر إليها وهي تحاول استفزازه بجسدها المثير وسؤالها عن هويته…يقول وهو الهارب أنه حامل لافكار ومبادئ لكنه كان عاجزا عن تفسير تلك الأفكار والمبادئ المسقطة عليها.
هو يراها إمرأة ساقطة وهي تراه بتلك الأفكار المسقطة بلا هوية.
تتغير المشاهد بدخول باحث اللذة الهارب من برود زوجته الجنسي ومن تحت السرير كان يتصبب عرقا خائفا من إكتشاف أمره وهي تعمل على إخراج الزبون وتنجح في إخراجه.
يرفض مغادرة مكانه من تحت السرير خشية أن يراها عارية يطول به الوقت ليغادر مكانه وتغريه بتفاحة أكلها وهو الذي رفض تناولها خشية الوقوع في الخطيئة كما يفكر لكنه يعجز وينهار لرغبة تتأجج في داخله وتنجح هي في فضح هشاشته وبؤس ما يحمله من أفكار متطرفة جعلت منه مشروع وحش كاسر لكن حب الحياة في داخله كان اقوى من تلك الأفكار المسقطة والساقطة أمام ارادة الحياة…تنجح هي في اخراجه من عالمه المظلم ويغادر شخصا غير ذلك الذي قصدها هاربا.
الهربة فيلم يفضح ما نعيشه من تناقض وصراعات…يكشف عن تلك الدعارة السياسية التي تكاد تحول حياتنا إلي جحيم.