حان وقت الفرح وبدأت عقارب ساعة الحب تدق على إيقاع الدورة الحادية والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية. عادت الحياة أخيرا إلى قاعات السينما. إلى الجسد التونسي العليل خوفا من الوحش المتربص: الكورونا. عادت الحياة إلى بهجتها مع افتتاح أيام قرطاج السينمائية في دورة استثنائية وموعد استثنائي مع السينما.
بسط السجاد الأحمر في الطابق السفلي لمدينة الثقافة وتهادى عليه صناع السينما من تونس، الوطن العربي وإفريقيا قبل التوجه إلى مسرح الأوبرا ليلة الجمعة 18 ديسمبر 2020 لحضور مراسم افتتاح الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية
دورة يشرف عليها المخرج رضا الباهي الذي تساءل في كلمته: “هل أنا محظوظ بتعييني على رأس الدورة الحادية والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية؟ نظريا أنا غير محظوظ لأني كنت حاملا لمشروع بأفكار أخرى ومختلفة لكن عندما استجد فيروس كورونا تغير التحدي وأصبح رهاننا انجاز الدورة الحالية والتأقلم مع الظرف العالمي. ثم استطرد “ولكني في الحقيقة محظوظ ، لأننا عملنا تحت الضغط، دون أن يخيفنا الفايروس، محظوظ لأننا أنجزنا دورة سنفخر بها وحاولنا من خلالها تسليط الضوء على السينما وصناعها الذين كتبوا تاريخ هذا المهرجان وقصته العربية الإفريقية. أنا محظوظ أيضا لأني عملت مع فريق شحنني بعطائه لننجز دورة استثنائية”
نشط السهرة “سامي بالنور” و”سميرة مقرون” وتدخل فيها “ابراهيم اللطيف” المدير الفني لأيام قرطاج السينمائية الذي قال في كلمته الطريفة “تقول الخرافة حاجيتك وماجيتك وفركست ولقيتك، برا يا زمان وإيجا يا زمان، يحكيوا على شتاء زادم والركشة وين؟
كي لعلع ضو الفجر وبدا يلالي، قلنا كل حلمة وعندها امّالي. ماسك وشوية جال على ما ياتي مادام الريح ما حبتش تواتيومرحبا باللي يحمي روحو ويجينا ونحنا الباقي علينا وتكبر الغابة ويجيوها الحطابة وطابا طابا وإن شاء الله الJCC تجينا صابة”
ثم غنت “ليلى حجيج” للسيدة نعمة فقيدة الفن التونسي احتفاء بها، قبل أن يكرم الممثل القدير “عبد العزيز مخيون” تقديرا لعطائه السينمائي بعدد من الأفلام التي ساهمت في كتابة تاريخ أيام قرطاج السينمائية و”العصفور” ليوسف شاهين أحدها” كما تم منح الراحل ّ”الشاذلي القليبي” تانيتا خاصا تسلمته كريمته اعترافا من المهرجان بدوره الريادي في دفع السينما والثقافة عموما.
عرضت خلال السهرة عددا من الفيدوات والشهادات حول أيام قرطاج السينمائية المهرجان الذي لا يشبه غيره. وتأثر الحاضرون بما قاله المدير العام لأيام قرطاج السينمائية عن فقيد السينما “نور الدين الصايل” الذي حرمه الرحيل المفاجئ من وجوده بيننا في هذه الدورة الاستثنائية
وأعلن عن الافتتاح الرسمي لأيام قرطاج السينمائية رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية “يوسف بن ابراهيم”
واختتم حفل الافتتاح بعرض الأفلام الستة التي تم إنتاجها من قبل المركز الوطني للسينما والصورة ببادرة من أيام قرطاج السينمائية، وهي: “المصباح المظلم في بلاد الطرنني” لطارق الخلادي و “الوقت الذي يمر” لسنية الشامخي و”على عتبات السيدة”لفوزي الشلي و “ماندا” لهيفل بن يوسف و”سوداء2″ للحبيب المنستيري.