بقلم محمد علي عقربي
10 سنوات تمر على إندلاع النار في جسم الشهيد محمد البوعزيزي و إندلاع نار الحرية في تونس و المنطقة التي أجبرت الدكتاتوريات للخضوع لارادة الشعب و صوت المظلومين ، فبعد تونس كانت مصر ثم ليبيا و الأن الوضع في سوريا يتغير ولو بكلفة كبيرة لبناء تجربة سورية فريدة من نوعها، رياح الردة سرعان ما عصفت بالتجربة المصرية ذات ليلة كساها دم الأحرار بفعل إنقلاب غاشم انهى أمل الشعب في التحرر من براثن الإستبداد المكبلة لطموح المواطن المصري على أمل أن يعود زخم الأحرار للميدان و تعود روح التحرر و الثورة لميادين مصر الكنانة.
في ليبيا اذ تنسمنا بشائر الخير من حوار ليبي-ليبي يبعث برسالة للعالم أن ربيع العرب لن يتوقف و أن التجربة الليبية بوصلتها واضحة تثبيت و دسترة الثورة و الإتجاه نحو إنتقال ديمقراطي ، قوامه الحوار و القبول بالأخر على خطى جارتها و عمقها الإستراتيجي تونس اذ تقبل على محطة حوارية مهمة بعد تحالف الإسلاميين والعلمانيين (المؤتمر -التكتل ) بعد الثورة وكتابة دستور 2014 وبعد لقاء باريس (الغنوشي-السبسي) والحوار الوطني الحائزة رباعيته على جائزة نوبل و توافق النداء و النهضة ، يلتقط الاتحاد اللحظة التاريخية ويطلق حوارا جديدا كما جاء على لسان أمينه العام نور الدين الطبوبي ” الحوار سيكون إقتصادي إجتماعي و سنة 2021 ستكون سنة القفزة الإقتصادية و سنة العمل” ، لكن هذا يحتاج الى بناء رؤية وطنية واضحة لحلحلت الأزمة، تذ تتلخص معالمها في امرين مترابطين يعطلان الرفاه الإجتماعي المنشود ويمنعان توزيع الثروة بشكل عادل، الأول وهو ترسانة القوانين المكبلة للإستثمار و تحرير مبادرات الشباب و الثانية هي رؤية الدولة للثروة التي إحتكرت الجزء الكبير من منها الشركاة الكبرى ، في الفلاحة مثلا ألاف الهكتارات ملك للدولة دون استغلال، الى جانب بعض العائلات التي تشتغل في حزام الدولة(المناولة) و تحتكر قطاعات معينة كالصناعات الغذائية والاستهلاكية اوتوريدها ، ومن جانب أخر تكدس الملكية عند جيل( الوظيفة ، الأرض ، المنزل ,السيارة …) و جيل أخر لا يملك شيء.
أتمنى أن يناقش الحوار الوطني هذه القضايا المهمة و التي ستصنع دينامكية و حركية متجددة في الإقتصاد و ستضخ دماء الامل في جيل يعتبر نفسه خارج حاضر الوطن تتقاذفه مراكب الموت شمالا (الحرقة) و الشرق (داعش) .
نجحت الثورة في تجاوز السؤال السياسي و الأن أصبح الوضع ملحا للإجابة على السؤال الإجتماعي و الإقتصادي ، مزال للتونسيين أمل في ثورتهم و أتمنى أن لا تبخلهم نخبهم في إعادة لتونس بريقها بنهضة إقتصادية.. و للحديث بقية