مرض غامض قد يتحول لجائحة فوق الجائحة، هذا ما ألمحت إليه منظمة الصحة العالمية، داعية إلى إجراء مزيد من البحوث حول “كوفيد طويل الأمد” والاهتمام بالذين يعانون منه وتأهيلهم.
فخلال مؤتمر ضمّ خبراء تبادلوا معلوماتهم حول هذه الحالة التي لا تزال غير مفهومة عقدت المنظمة أمس الثلاثاء، أول جلسة ضمن سلسلة تمّ الإعداد لها بهدف التوسّع في فهم أعراض ما بعد الإصابة بكوفيد.
أميركاأعضاء الشيوخ لبايدن: أردوغان ينكل بالمعارضة ويهمش القضاء
ولم يشارك علماء وأطباء فحسب بل أيضاً أشخاص عانوا من تلك الحالة أيضا.
أتى ذلك، بينما لا تزال المعلومات شحيحة حول سبب استمرار معاناة بعض الأشخاص، بعد اجتيازهم المرحلة الحادّة من كوفيد-19، من أعراض عدّة بينها الإرهاق وضبابية الدماغ ومشاكل قلبية وعصبية.
الملايين معرضون
فقد أشارت الدراسات إلى أنّ حالة واحدة من كل 10 قد تعاني من أعراض طويلة الأمد بعد شهر من الإصابة، ما يعني أنّ الملايين معرّضون للمعاناة من مرض مستمرّ.
وفي السياق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنّه مع تحوّل الاهتمام إلى حملات التلقيح، “لا ينبغي إهمال كوفيد طويل الأمد”.
كما أضاف أن تأثير كوفيد طويل الأمد على المجتمع والاقتصاد بدأ يصبح جلياً، وعلى الرغم من تعزيز مستوى البحث إلا أنه “لا يزال غير كاف”، على حد قوله.
كوروناجائحة فوق الجائحة
بدورها، حذّرت الطبيبة البريطانية غايل كارسون من الاتحاد الدولي للعدوى التنفسية الحادّة من أنّ “كوفيد طويل الأمد يمكن أن يصبح جائحة فوق الجائحة”. وعرضت معاناة مرضى يعانون من كوفيد طويل الأمد ويخضعون للمراقبة في إطار تقديمها نتائج ما توصّل إليه “منتدى دعم ما بعد كوفيد”.
كما أشارت إلى أنّه حتى أولئك الذين لم يضطروا لدخول المستشفى للعلاج من الفيروس، فإن هذه الحالة غيّرت حياتهم.
وقالت “الناس يفقدون وظائفهم وعلاقاتهم. هناك حاجة ملحّة لمحاولة فهم هذا الأمر”.
لقاح كورونا جانب من الجائحة
إلى ذلك، أضافت أنّه حتى كوفيد طويل الأمد لدى الأطفال “كان أقلّ ملاحظة” مما هو عليه الأمر بالنسبة لدى البالغين.
ووصفت تخصيص 45 مشروعاً فقط لكوفيد طويل الأمد من أصل أكثر من 5 آلاف مموّلة لكوفيد-19 ب”الصادم”.
من جهتها، أوضحت ماريا فان كيرخوف المسؤولة التقنية حول كوفيد-19 في المنظمة العالمية، أنّ الأخيرة تواصل التعرف على هذا الجانب من الجائحة. وأضافت “نحن نعلم أنه يتعين علينا هناك القيام بالكثير من العمل”، لافتة إلى الحاجة “للمثابرة من أجل الحصول على إجابات”.