قال رئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي إن “رئيس الجمهورية قيس سيعد يسعى من خلال قراراته لقلب نتائج عقد كامل من العمل الشاق الذي قام به التونسيون من أجل الإصلاحات الديمقراطية”.
وكتب في مقال عبر صحيفة نيويورك تايمز، “أعتقد أن أفعال سعيد غير دستورية وتهدد الديمقراطية التونسية”.
وأضاف الغنوشي أنه “مر ما يقرب من أسبوع وما زلنا في طريق مسدود”، معربا عن “أمله بإيجاد طريقة للخروج من هذه الأزمة”.
واعتبر أن “استياء التونسيين من أداء القيادة السياسية أمر مشروع”، وأضاف: “منذ أكثر من عقد، أشعل محمد البوعزيزي النار في نفسه وأصبح حافزا لاحتجاجات الربيع العربي. هنا في تونس، ساعدت أفعاله على إنهاء أكثر من 5 عقود من الديكتاتورية، والتي اتسمت بالفساد المستشري وقمع المعارضة والتخلف الاقتصادي. الاضطرابات التي نشهدها اليوم ليست بحثا عن الحرية، لكنها استياء من الوضع الاقتصادي”.
واعتبر الغنوشي أن “دستور العام 2014، كأحد أكثر الدساتير تقدما في العالم العربي، يتم تمزيقه اليوم من قبل الرئيس سعيد”.
وقال إن قرارات الرئيس “تتبع قواعد اللعبة لتأسيس نظام ديكتاتوري.. تحركات سعيد تمزق نظام الفصل بين السلطات على أساس الضوابط والتوازنات التي وضعها الشعب التونسي وممثلوه المنتخبون”، مضيفا: “حكم الفرد ليس الحل لمشاكل بلادنا الاقتصادية. تؤدي الديكتاتورية على الدوام إلى زيادة الفساد والمحسوبية وانتهاكات الحقوق الفردية وعدم المساواة.”
وأشار الغنوشي إلى أن “بعض المعارضين السياسيين يحاولون تبرير هذه الإجراءات المناهضة للدستور من خلال إعادة إحياء الخلافات الأيديولوجية بين من يسمون بالعلمانيين والإسلاميين. لكن هذه التسميات لا تناسب أي من الجانبين بدقة. نحن نعتبر حزبنا، النهضة، حزبا مسلما ديمقراطيا، لكن ما يتم استهدافه هنا ليس أي حزب سياسي محدد، بل الديمقراطية التونسية ككل”، وفق تعبيره.
وأضاف: “إن محاولة الانقلاب على الدستور والثورة، اعتداء على قيمنا الديمقراطية. ويجب أن تقابل هذه التحركات بإدانة واضحة وقوية من المجتمع الدولي. تونس هي الديمقراطية الوحيدة التي خرجت من الربيع العربي ولا تزال، بالنسبة للعديد من العرب، هي مصدر أمل في سعيهم لتحقيق الديمقراطية”.
وأعرب الغنوشي عن أمله في “أن يتراجع سعيد عن قراراته. هناك العديد من الخطوات البناءة التي يمكنه اتخاذها الآن، وعلى حلفاء تونس الغربيين والإقليميين دعمه في اتخاذ هذه الخطوات”.
وشدد على أنه “يجب السماح للبرلمان بالعمل من أجل التصويت في حكومة جديدة والشروع في إصلاحات اقتصادية جريئة للتصدي للوباء والبطالة. آمل أن يشرع سعيد في حوار وطني لإيجاد أفضل طريقة للخروج من هذا المأزق”.