في ال21من سبتمبر أيلول المنصرم سيطر المسلحون الحوثيون على مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد عقب استيلائهم السريع على كامل محافظة البيضاء وسط اليمن التي انسحبت منها وحدات الجيش الحكومي باتجاه مدينة عتق .
وتقع بيحان البالغة مساحتها 616كلم في الجهة الشمالية الغربية لمدينة عتق عاصمة المحافظة وتبعد عنها بحوالي 210كلم وبمحاذاتها تقع مديرية عسيلان التي سيطر عليها الحوثيون كذلك .
وتكتسب بيحان أهميتها الاستراتيجية والعسكرية ليس من كونها منطقة غنية بالنفط فقط بل لأن الطريق الحيوي الرابط بين محافظتي شبوة ومأرب يمر من خلالها وبقطعه فإن الإمدادات العسكرية لمأرب التي يحاصرها الحوثيون من 3 جهات ستسلك طريقا طويلا آخر عبر محافظة حضرموت المجاورة .
وبحسب خبراء فإن سيطرة الحوثيين على كامل محافظة شبوة ستمكنهم كذلك من الوصول والسيطرة على ساحلها البحري الطويل الممتد لأكثر 300كلم وما يمثله ذلك من أهمية بالغة قد تعني كسر جزء كبير من الحصار والعزلة المفروضة عليهم في موانئ الحديدة حاليا وبالتالي تأمين وصول عتاد عسكري ومواد أخرى تجد الحركة عناء كبير في جلبها من الخارج .
وتضم شبوة 3 حقول نفطية تنتج ما مقداره 50 الف برميل يوميا بالإضافة الى 3 مطارات في عتق وبيحان وبلحاف و3 موانئ نشطة أكبرها ميناء بئر على الذي تصدر من خلاله إمدادات النفط الى الخارج وميناءين آخرين في كل من مجدحة وقنا .
ما الذي يجري ؟
لم يصدر حتى اليوم بيان رسمي من قبل قيادة الجيش التابع للحكومة اليمنية يوضح أسباب سقوط مديريات ومواقع عسكرية هامة بيد الحوثيين خلال الأسابيع القليلة الماضية بينها مديريات بيحان وعين وعسيلان في محافظة شبوة الجنوبية ومديريتي العبدية والجوبة في محافظة مارب شمال شرق اليمن وقبلها مساحات واسعة في محافظة البيضاء .
الأمر الذي فتح الباب واسعا أمام القراءات والتأويلات والأخبار المنقولة عن مصادر غير رسمية غالبها محلية أو صادرة عن شخصيات ونشطاء فاعلين على مواقع ( السوشيال ميديا) تبين حقيقة ما يجري في تلك المناطق وتموضع الأطراف الحالي على الأرض .
وزارة الإعلام الحكومية ووسائل اعلام محسوبة عليها تجاهلت هذه التطورات الميدانية وسيطرة الحوثيين على تلك المناطق الشاسعة و انسحاب القوات الحكومية منها بعتادها الثقيل وفق مقاطع فيديو وثقها ناشطون محليون على وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهد أخرى مصورة نشرها الإعلام الحربي التابع للحوثيين واكتفت بمواصلة نشر مواد إعلامية تغطي سير المعارك في جبهات أخرى بعيدة .
وعلى الرغم من ذلك فقد وجهت شخصيات محسوبة على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا انتقادات قاسية للحكومة بسبب تراجع جيشها أمام المسلحين الحوثيين في جبهات القتال وساقوا تبريرات مختلفة لهذا التقهقر المتسارع بينها نقص السلاح والعتاد والدعم وعدم امتلاك الجيش لأسلحة نوعية تضاهي ما يملكه الحوثيون من أسلحة متطورة قالوا بأن الحوثيين استولوا عليها من ترسانة الجيش السابق .
ماذا بعد ؟
نفذ المسلحون الحوثيون اليوم في مديرية بيحان هجوما صاروخيا استهدف مواقع قيل بأن قوات من المقاومة المحلية تتمركز فيها ولم تسفرعن وقوع إصابات في صفوفها وفق مصادر محلية
.
وجاء الهجوم الجديد للحوثيين باتجاه مناطق جديدة في شبوة بعد يوم واحد من تصريح لرئيس المجلس الانتقالي في محافظة شبوة ” مهدي العولقي ” قال فيه بأن محافظ شبوة ” أحمد بن عديو ” المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين ” حذر من تشكيل أي فرق او مجاميع تابعة لأي جهات كانت بهدف مواجهة الحوثيين ”
ولم يصدر عن المحافظ أو مكتبه تأكيد أو نفي رسمي لما جاء في هذا التصريح حتى الآن .
ويعتبر مراقبون للشأن اليمني إن الخلافات التي تعصف بالأطراف المناهضة للحوثيين أحد الأسباب الرئيسة لتفوقهم العسكري على الأرض وحال استمرت على وضعها الحالي ” أي الحكومة الشرعية ” لفترة أطول فإن خسارتها ستتضاعف وفرصها على طاولة أي تسوية سياسية قادمة أقل بكثير مما هو عليه الوضع اليوم