على طريقة باعة البخور والعطورات في السنوات الماضية انتصب أحد الكتّاب أمام معرض تونس الدولي للكتاب للترويج لكتبه حسب ما أكد.
جلس رجل بلحية بيضاء على رصيف معرض الكرم واضعا عددا من الكتب على قطعة قماش وبجانبه لوحة من الورق مكتوب عليها “كاتب تونسي… أبيع كتبي لأعيش”، وفي الأثناء يأتي بعض رواد المعرض لتصويره ونشر الصور في مواقع التواصل الاجتماعي وخلق ضجة تداولتها بعض وسائل الإعلام دون أن يكلّف أحدهم نفسه عناء البحث عن الكاتب وكتبه والسبب الذي جعله يحلس أمام المعرض لبيع كتبه.
وحسب بعض المتابعين في شبكات التواصل الاجتماعي فقد أخدت تلك الصور أكثر مما تستحق من الاهتمام ذلك أنّ الأمر الرجل لا تاريخ له في ميدان الكتابة ولا أحد يعلم له إنجازات تذكر حتى يقوم بذلك الفعل المٌهين وهو الجلوس على رصيف المعرض كتابة لافتة فيها استجداء واستعطاف للمارة ليبيع كتبه التي يبدو أنه طبعها على حسابه الخاص.
جلوس الرجل على رصيف معرض الكرم ونشر كتبه على الأرض واستجداء المارة لشرائها جلب اهتمام بعض الفضوليين الذين نشروا الصور في مواقع التواصل الاجتماعي ونصبوا محاكم التفتيش لكل المتدخلين في قطاع الكتاب في تونس وتحميلهم مسؤولية ما أتاه هذا المواطن التونسي.
وبالمقابل لم يحاول الذين تعاطفوا مع المواطن نجيب بوزيان في صفحات التواصل الاجتماعي وحتى المنشطين الذين استضافوه في بعض وسائل الإعلام أن يبحثوا في تاريخ الجل وسيرته الأدبية واكتفوا بما سرده هو عن نفسه!
ولعل الغريب في الأمر أنّ الكاتب المذكور لم يتواصل ولا مرة واحدة مع أي هيكل أو إدارة تُعنى بالكتاب ليطلب الدعم أو المساعدة في النشر، ومع ذلك وجد البعض في انتصابه أمام معرض الكتاب فرصة لتحميل الدولة مسؤولية بِطالة الرجل.
ومهما يكن من أمر كان يمكن ألاّ تأخذ الأمور هذا المنحى الدرامي وأن يظهر الرجل في موضع الضحية لو أنه اختار طريقا أيسر واتصل بدار نشر أو باتحاد الكتاب التونسيين أو بأي هيكل يمكنه أن يساعده على طباعة الكتب ونشرها وتوزيعها، رغم أنه اعترف في إحدى الإذاعات أنه متعود على التجول في الاسواق لبيع كتبه.