كتبت مريم بن حسين
حضرت العرض الأول لفيلم ” معز ” لمحمد علي النهدي .. فيلم أعجبني جدا ..
دالي كان فيه وفيا لفكرة أن السينما هي جزء أساسي من حياة البشر . ..فأعاد الوقائع برؤية جمالية ..
جوهر الفيلم هو توثيق مرحلة من تاريخ تونس ..حيث أنه قدم واقعا عشناه.. يحملك إلى الذكريات الأليمة التي تقاسمناها يوما بعد يوم دون أن ندري…
ومرت الأيام حتى أصبحت سنوات عصيبة ..
آختلطت المشاعر لدي على مدى ساعة ونصف أو أكثر ..فيلم يأخذك ولا تشعر معه بالوقت .. يعيدك إلى اللاوعي وكل ما أخفيناه داخلنا وتعايشنا معه .. ( ولم نقبله يوما ..)
عندما نعود إلى اللاوعي وتأثيره الهائل على حياتنا كأفراد وسلوكياتنا والجروح التي تصيب كرامتنا وكبرياء الإنسان فينا ..
ويطويها .. لكنها تكون محفورة فيها وتأثر في كل المعاملات..
طيلة الفيلم كنت أردد بيني وبين نفسي ” كم إستباحوا تونس ..” يا الله !!
جروح غائرة لم تندمل ..وشمات موجعة تحملتها تونس وكل مواطنيها..
دالي النهدي وسليم بن آسماعيل وبقية صناع الفيلم عادوا بنا إلى الحقبة البائسة.. بعد 2011 ..إلى عنف المجتمع ؛ إلى القسوة التي توجد في أحياءه..إلى المحاولات لتغيير هويته ..
إتكالية وسرقة و قتل و دمغجة وآرهاب و آغتيالات سياسية هزت تونس .. أولها آغتيال الشهيد شكري بلعيد ( رحمة الله على روحه ونحن في ذكرى آستشهاده ) ..
فيلم يحملك في غياهب ذكريات كلها مرارة ..دون شفقة ولا آحترام لدولة تأسست وتعب عليها مناضلوها..
عشرية سوداء ..كلها أحداث سيئة و ظلامية وبؤس..
فيلم يمسك بكل تفاصيله ..الإضاءة والموسيقى والمؤثرات الصوتية والألوان كلها جعلت منه فيلما متكاملا..
شكرا لهذا التوثيق..
برافو لكل الفريق فردا فردا ..
“معز ” في القاعات السينمائية إبتداء من 9 فيفري .