كتب :صلاح الطرابلسي
قدم ظافر العابدين مغامرته الفنية “غدوة” في أول تجربة له كمخرج سينمائي ومؤلف بعد أن سطع نجمه كممثل في تونس وفي الساحة الفنية العربية.
وغدوة فيلم من تأليف وإخراج ظافر العابدين وبطولته إلى جانب كل من أحمد بالرحومة ونجلاء بن عبدالله ورباب السرايري والبحري الرحالي وغانم الزرلي…يختزل في يومين سنوات الضياع التي تلت الثورة التونسية …ضياع الأحلام والحقوق .
“الحبيب” محامي انتظر أن تغير الثورة واقعا مريرا كنا نعيشه وحلم بغد مشرق لكن حدث ما جعله بعد سنوات طويلة من الثورة يعيش حالة من الانكسار وبعد أن كان يطارد حقوق من اكتوى بنار الدكتاتورية أصبح مطاردا ومطلوبا ومنبوذ من سلطة جعلت منه مريضا يعيش حالة من الانكسار والضياع والتوهان.
“غدوة” يفضح المسكوت عنه
يتعرض ظافر العابدين في فيلم غدوة إلى ملف العدالة الانتقالية وإلى تلك الحقوق التي وأدتها الحسابات السياسية وعصفت بها توافقات مغشوشة…بعد سنوات من الثورة قتلوا الحلم ب”غدوة خير” لكن للحبيب موقف آخر فهو المتمرد على من يحاولون طمس الحقائق ويدخل معهم في صراع من أجل الحقيقة.
الحبيب لم يفقد الأمل وواصل نضاله من أجل حقوق المظطهدين يعيش صراعا مع نفسه ومع محيطه…يعيش اضطرابات نفسية ونسق الفيلم دعوة من ظافر العابدين لنعيش مع البطل حالة القلق التي يعيشها كما الاعتماد على الكاميرا المتحركة في التصوير يشعرنا بحالة القلق والاظطراب التي يعيشها البطل.
ومع ملف العدالة الانتقالية يتعرض الفيلم إلى علاقة هذا الاب المظطرب والباحث عن حقوق ضائعة مع ابنه …علاقة متينة ووطيدة وبرع أحمد بالرحومة في الاداء وكان متمكنا من تفاصيل الدور وعاش الشخصية باحاسيسها واوجاعها وانفعالاتها.
حضور مدروس
كان حضور نجلاء بن عبد الله والبحري الرحالي وغانم الزرلي مدروسا ولكل شخصية علاقة بالحبيب البطل التائه الباحث عن حق مشروع جعلوه بعد سنوات نسيا منسيا.
فيلم غدوة فضح ملف العدالة الانتقالية وتحدث عن الحقوق التي ضاعت في هذه السنوات ويدعونا إلى التحرر ليكون “غدوة” أفضل.