بعد نجاج الدورة التأسيسية الأولى للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء التي اقيمت السنة الفارطة بقرية الصابرية ، استطاع المخرج التونسي والسينوغراف المتمرد حافظ خليفة صاحب الاعمال المسرحية الكبرى ان للمرة الثانية في الدورة الثانية يحقق حلما جديدا وأن يصنع فرجة مسرحية متميزة لآلاف الجماهير المتعطشة للفن وللثقافة لأهالي الجنوب ولكن هذه المرة بقرية بشني من معتمدية الفوار بالجنوب التونسي بولاية قبلي والتي يحلو لأهاليها بتسميتها بشني قرطاج الجنوب . ليصبح المهرجان في شكل قافلة مسرحية متنقلة عبر الفيافي والصحاري زارعة البسمة والفرحة بيه اهاليها .
وقد تمكن حافظ خليفة من خلال هذه الدورة الثانية من تطويع المساحات الممتدة لصحراء بشني وأن يخلق مساحات جديدة لعروض فرجوية قدمت في صورة مشهدية غاية في الجمالية والروعة معتمدا على السينوغرافيا الطبيعية التي تشكلت من الكثبان الرملية العالية
فكان الإقبال الجماهير منقطع النظير من أولاد منطقة بشني ومن المناطق القريبة والمجاورة ومنهم من تكبد عناء التنقل ليعيش أجواء الاحتفال والتخييم أيضا في قلب الصحراء من 22 إلى 26 مارس 2022 وأشرفت على تسييره شركة فن الضفتين رافعين شعارا موحدا “بشني يا وحشني” .
نجاح في تحقيق الاهداف
تمكن مدير المهرجان حافظ خليفة من ارساء وانجاح دورتين متتاليتين لاول مهرجان دولي للمسرح في الصحراء وبالتالي أصبح أكثر اصرارا على أنجاح ما خطط له في الدورة التأسيسية من حيث
– تفعيل معني لامركزية العمل الثقافي
كسر العزلة الثقافية عن المناطق المهمة
– خلق ديناميكية فكرية وفنية
– النهوض بالقطاع الثقافي بالمناطق الداخلية المحرومة
– تقديم نجوم الساحة الفنية والمسرحية وتقريبهم الى اهالي الجنوب
– تنشيط السياحة الصحراوية والتعريف بالمناطق الداخلية وجمالها
– تنشيط الاقتصاد المحلي
– التنشيط الثقافي والفني لولايات الجنوب
– خلق نواة شبابية في قادرة حمل المشعل وقيادة القاطرة بولاياتهم
– تسليط الأضواء اعلاميا على هذه المناطق
– التعريف بشباب ومبدعي الجهة
– فتح افاق مستقبلية في الثقافة والسياحة
برمجة ثرية وعروض دولية
شهدت الدورة الثانية بقرية بشني برمجة ثرية ومتميزة من خلال تقديم 28 عرضا مشاركا من تونس ومن المغرب ومن اقليم كردستان العراق ومن ايطاليا وقد كان لهذا الحضور الدولي صدى طيبا وايجابيا ومبهرا إذ تفاعل معهم الأهالي بجميع شرائحهم العمرية والاجتماعية .
وقد تضمن البرنامج اربعة محاور فرجوية تنطلق اساسا بعروض للأطفال في الفترة الصباحية ثم عروض الورشات بعد الزوال يليها العروض المحلية والدولية والعروض الملحمية الكبرى في المساء.
وتزامنا مع فعاليات المهرجان والعروض الفنية الكبرى أقيمت ورشة في صنع فن العرائس أشرف عليها الدكتور زهير بن تردايت والاستاذة عائدة جابلي كما تم تقديم ندوة علمية دولية حول دور المسرح في فك العزلة الثقافية اشرف على تسييرها الدكتور زهير بن تردايت بمشارك تونس وليبيا والمغرب وايطاليا وكردستان العراق.
بالنسبة للعروض الدولية فقد قدم سعيد الخالفي من المغرب عرضا حكواتيا للأطفال بعنوان ” لا لا شمس الضحى وتفاعل معه الاطفال الحاضرون بانتباه شديد في ساحة مدرسة بشني أما في ساحة مسرح الزاوية الرملية تابع الجمهور الغفير العرض الايطالي دون كيشوت للوكا بروني وماريو فراري كذلك عرض ” موت في فصول أربع لخرمان حيراني وتالار حيراني وبيان سعيد وبيان ظريف وفريدة أحمد من ” للإقليم كردستان العراق ” حيث تفاعل الجمهور الحاضر مع العرض بالتصفيق والزغاريد واعجبوا بأدائهن وتواضعهن لإضافة لإلى قيمة العرض العرض على مستوى الفكرة والنص والاداء .
كما تنوعت وتعددت العروض التونسية والبداية بعروض الأطفال التي قدمت بمدرسة بشني تمثلت في حكايات الحاج كلون لنزار كشو عرض “راعي الصحراء ” لعايدة الجبابلي وعلي اليحياوي لمركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين و حلم كوكب ” لغسان الجديدي و قبلي عرض ” كلون ” لشركة فن الضفتين
أما في مسرح الزيرة بعد الزوال فقد تم تقديم عرض “مريض ” لوليد الخضراوي للمركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين عرض “سيروم” لجمعية القطار للمسرح ثم عرض “عطش ” لمنصور الصغير لجمعية بلدية دوز للتمثيل ثم عرض ” مايدوم حال ” لجمعية مسرح الواحة ببشني
وفي الساحة الكبرى في الفترة المسائية فقد تابع الجمهور الغفير في سهرة الافتتاح العرض الملحمي ” صحاري الحب ” لرضا بن منصور وحافظ خليفة والعرض الملحمي الكبير ” الشيخ المجاهد علي بن خليفة النفاتي ” لصالح الجدي لمركز الفنون الدرامية والركحية بقابس والعرض الشبابي “الكترو بدوي ” لمحمد امين الخالدي بالشراكة مع مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي
والعرض الفني الشعبي الكبير “سامر اهل غريب ” لجمال بوستة أما سهرة الاختتام فقد كان الجمهور على موعد مع عرض فني كبير للفرقة الوطنية الشعبية بعنوان “اصائل ” لعماد عمارة
المهرجان في ارقام وتفاصيل
يمكن هنا القول في خاتمة هذا المقال أن المهرجان حقّق رؤًى فنّية عكست اهتمام القائمين عليه بخلق تنّوع في الأداء، وفي الفضاء بخروجه من مكانه التّقليديّ وهي المسارح المغلقة وما يعبر عنه بــ «العلبة الإيطاليّة» إلى فضاءات رحبة مفتوحة من الرّمال والكثبان الصّحراويّة .
ولمحبي الارقام والتفاصيل دارت الدورة الثانية للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء من 22 – 26 مارس 2022 بمنطقة بشني من معتمدية الفوار في 5 أيام وتم خلالها :
– 10 ورشات تكوينية خلال شهرين في كامل إقليم الجنوب التونسي
– 120 متربص و 10 مدربين محترفين
– 120 حصة تدريبية
– 37 شراكة وطنية و دولية
– 28 عرض مشارك
– 03 عروض فرجوية من إنتاج المهرجان
– 05 دول عربية و اوروبية مشاركة
– 01 ندوة علمية دولية
– جمهور عروض الاطفال صباحا يوميا حوالي 400 مشاهد
– جمهور الاهالي عصرا يوميا حوالي 1000 مشاهد
– جمهور العروض المسائية حوالي 3000 مشاهد
– المساهمة في تأسيس مخيم شبابي ببشني(منتزه بوكا)
– اعادة الحياة التشغيلية لنزل الزعفران
– ساهم المهرجان في تشغيل 60 متعاقد محلي من بشني بين فنانين و حراس و جنة تنظيم و موضبين للساحات
– ساهم المهرجان في تنمية الطاقة التشغيلية ببشني
– 870 فنان وطني و دولي مشارك بالمهرجان
– احداث مدينة العاب هوائية للاطفال
– صفر 0 مداخيل لان كل العروض و الأنشطة مجانية..