كتب الإعلامي والناشط نزار الشعري تدوينة تعرض خلالها إلى صعوبة الوضع الذي نعيشه وإلى الصراعات السياسية التي كانت السبب المباشر في تعفن المشهد وتردي الاوضاع وفي مايلي نص التدوينة
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا”.صدق الله العظيم
الي باش نقولو في هذه التدوينة لا يدخل لا في باب البحث عن البوز ولا بث البلبلة والتخويف او زرع الإحباط واليأس.
انا فقط باش نقول بصوت عالي الي يفكرو فيه الملايين بصوت منخفض او في قرارة أنفسهم.
البلاد تلعب على ورقة بلاص كيفما يقولو في الرامي والملاعبية الكل يستناو يا في ورقة تكمل السيري ينجمو يهبطو بها بأقل الأضرار( الربح بالنقاط) أو يتجبد جوكار يقلب الطرح ويفرش ويهز الكل (بالضربة القاضية)
والملاعبية متعددين ومتنوعين بين المحلي والاقليمي والدولي وكل واحد عندو حسبتو وكل واحد يقلك خبزي سخون والجرية ماتبات كان عندي.
في الاثناء الوضع على الميدان سيء وسيء للغاية يذكرني للأسف بشهر ديسمبر 2010 مع بعض الاختلافات البسيطة واهمها
تدهور الوضع المالي للبلاد لا سيما في ظل مشهد سياسي ضبابي منذ إقرار رئيس الجمهورية إجراءات استثنائية في
25 جويلية الشيء الي زاد في انعدام الاستقرار السياسي في تونس، و تعميق المخاوف بشأن مزيد تدهور الوضع الاقتصادي واتجاه البلاد نحو الإفلاس وما يزيد الطين بلة المواعيد النهائية الحاسمة التي تنتظر تونس لتسديد الديون
تأثير الوضع السياسي على الوضع الاقتصادي في تونس الي اصبح واضح للجميع ويتجلى من خلال عجز تونس على إحراز تقدم في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، والي يعتبر الحل الوحيد للحصول على مصادر تمويل للميزانية. والمفاوضات المحتملة لا يمكن أن تتم إلا عندما يكون لنا حكومة وحدة وطنية شرعية
وتعفن الوضع العام بالبلاد ينذر بالخطر ويفتح الباب أمام احتمال انتفاضة شعبية غير مسبوقة ستأتي على الأخضر واليابس نتيجة غياب أي رؤية للتوافق بين الحساسيات السياسية الداخلية وتعنت البعض ورفض اي فرصة للحوار زيادة على الاتهامات من هنا وهناك وسياسة التخوين المتبادلة واشتعال الأسعار والتضييق على الشباب وانتهاج سياسة تكميم الأفواه ودفعه لسلك طريق الهجرة غير النظامية.
لقاءاتي اليومية مع الشباب في مختلف أنحاء الجمهورية تأكدلي إنو الجيل الجديد من التوانسة فقد الثقة نهائيا في النخبة السياسية الي انتجتها العشرية الأخيرة من جراء القطيعة والتناحر وترذيل العمل السياسي والنشاط في الشأن العام.
لذلك وبدون أي انتظار وباسم شباب تونس المصر على التشبث ببلاده ادعو كل السياسيين إلى ترك المعارك السياسوية جانبا واعلان هدنة دون قيد او شرط يعود بعدها الجميع واقصد بالجميع كل المهتمين بالشأن الوطني إلى طاولة حوار عاجل وعقلاني ودون مخاوزة يكون للشباب فيه مكان محترم يسمح بطرح رؤى جديدة و يسمح بانتاج منظومة مختلفة لإنقاذ البلاد من الانزلاق نحو المجهول.
كما أثمن مبادرة اتحاد الشغل الذي سعى منذ بدأ هذه الازمة إلى تجميع العديد من الكفاءات والشخصيات الوطنية للدفع نحو إيجاد حلول عملية لمجابهة التحديات المهولة التي تنتظر بلادنا وادعو إلى اعتماد مخرجات هذا العمل كمنطلق للحوار الوطني.
كما أتمنى أن تتحلى الأجهزة العسكرية والامنية المختلفة في الدولة كما كانت دائما بضبط النفس والحفاظ على مبادىء الجمهورية ومدنية الحوكمة والدفع بالجميع إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح او الرؤى الضيقة لأي شخص كان.
وسنكون اول المساهمين من خلال آلاف الشباب الناشط في مختلف هياكلنا المدنية وفي مختلف أنحاء الجمهورية للمساعدة على التجميع والحوار واعتماد التوافق لأنه الحل الوحيد لخلاصنا جميعا. قال تعالى ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” صدق الله العظيم
ربي يحفظكم وربي يحفظ تونس.