لا أحد لا يواجه في حياته المهنية خيارات صعبة، ولا يُضطر لاتخاذ قرارات حاسمة، لذا لا يجوز لمن يريد النجاح والتميز أن يتهرب منها أو يتركها دون حلَّ، ومن يواجه هذه الخيارات لابد ان يكون صاحب عزيمة قوية وارادة أقوى والأجمل من ذلك حين تكون المرأة هي من تواجه هذه الصعاب …
بهذه المقدمة أردنا الحديث عن سيدة الأعمال و المنتجة التونسية من أصول شرقية “زينة خليفة” هي مرأة تحملت و تحدت الظروف لتكون ما عليه هي اليوم …
ولدت زينة خليفة في الثالث من شهر مارس 1989 بدبي ، تحصلت على شهادة في ادارة الاعمال من جامعة دمشق سنة 2008 ، و من ثم قدمت الى تونس سنة 2009 ، ولم تكتفي بذلك بل اصرت على المضي قدما لتحقق ذاتها ودخول عالم الميديا ، ذلك العالم الشاسع ، عالم الصورة و الشاشات ، فقررت السفر الى دبي و شاركت في عدة دورات و تدريبات على المستوى العالمي حيث تحصلت على شهادة أكاديمية في صناعة الأفلام و الانتاج سنة 2010 كما تحصلت على شهادة اكاديمية ثانية في مجال صناعة الأفلام الوثائقية سنة 2014 لتقرر على اثر ذلك العودة الى تونس وفتح شركة انتاج خاص اطلقت عليها اسم zein media group production .
في عالم كهذا لم يعد هناك مكان لانعدام الرؤى أو للتكاسل، أو مجرد التوقف عند هذا الحد، وظلت السيدة خليفة تفكر في كيفية بناء مسيرة مهنية ناجحة وان تترك اثرا لها في هذا العالم الكبير مع وجود منافسة شرسة في ظل وجود شركات انتاج عديدة .
وانطلقت في مسيرتها المهنية و تعاملت مع كبرى القنوات في العالم منذ 2016 ،اشتغلت عدة افلام وثائقية و استقصائية مع قناة الجزيرة و العربي الجديد ، والتلفزيون العربي و سكاي نيوز و العديد من القنوات الاخرى ..
ليس المهم كثرة القنوات التي تتعامل معاها زينة خليفة الى اليوم وانما جودة المنتوج الذي تقدمه ، نذكر من بين اعمالها التي تثبت مدى قدرتها على تحدي الصعاب و الدخول في المجهول و الغامض لتحقق اولا ذاتها ثانيا لتترك بصمة في جميع اعمالها : سنة 2016 ، قامت السيدة زينة خليفة باعداد وثائقي بعنوان ” تونسيات في صفوف داعش ، وفيلم اخر وثائقي تحت عنوان ” حواضن الارهاب ” في 2019 و فيلم عن “أطفال السجون ” والعديدة هي الافلام التي انتجتها شركة زين ميديا قروب و التي لقيت رواجا كبيرة في العالم العربي منها ” تذكرة باتجاه واحد ” و “البيان الشيوعي “و الامثلة كثيرة ومتعددة
ليس هذا فقط انما قامت بتغطية حرب الموصل في العراق وتعرضت إلى العديد من المخاطر ليس سهلا ان تكون مراسلا حربيا فلا يختلف اثنان على حجم التحدي والمخاطرة التي يخوضها المراسلون خلال الحرب وفي مناطق النزاع،فنقل الخبر في كفه و حياته في كفه اخرى ما بالك عندما يكون هذا المراسل إمرأة لا تزال في بدايتها .
كما تعاملت هذه المرأة شرقية الأصول مع منظمة دولية و جمعيات خيرية مثل قطر الخيرية التي خاضت معهم تجرية فريدة من نوعها في مسيرتها ، حيث قامت بالتصوير في كل من البانيا ، السوادن و بنغلاديش مع المنظمة المذكورة لمساعدة هذه المناطق في توفير مستشفيات و مساجد ومراكز لتحفيظ القرءان و غيرها من المساعدات لضعاف الحال
ونظرا لأهمية و جودة المنتوج الذي تقدمها ، تلقت زينة العديد من عروض الشغل في مجال الميديا ، فهي الان مدير الانتاج في قناة ليبيا الوسط وتقلدت هذه المهمة منذ 2019 وهذا و قد اشتغلت في العديد من وسائل الاعلام سابقا ، فكانت تشتغل منصب ” العلاقات العامة ” مع شركة تسويق و محررة اخبار اقتصادية مع قناة شرم الشيخ
رغم صغر سنها (33)، استطاعت زينة خليفة ان تتقلد عدة مهام في وسائل اعلامية مرموقة ، واثبتت من خلال عملها قدرتها على النجاح في مجال احبته و تراكم الخبرات جعل منها إمرأة لا تخاف الصعاب تقتحم كل المخاطر و تتطرق الابواب الموصدة قصد ترك بصمة في جميع اعمالها وحتى تثبت ذاتها داخل المجتمع.