بامضاء عزيز بن جميع
لا يختلف عاقلان ان الممثل الصاعد عصام العياري صاحب مسرحية سابيانس التي ولدت في التياترو و هو ابن التياترو في المشتل من ابرز الممثلين الشبان في تونس فلقد شاهدت المسرحية مرتين و اكتشفت انسان فلتة ووان مان شو مختلف جدا وان مان شو فيه الكثير من الثقافة و الكثير من المرح و كان مفاجئة مذهلة و كنت بصراحة اتمنى عرضه في المهرجانات الكبرى كقرطاج و الحمامات لانه يستحق ذلك و حصل عليه اجماع. نجاح عصام في مولوده الاول من نوع الوان مان شو جعله يفكر في وان مان شو ثاني انهى مؤخرا اللمسات الاخيرة له . حاورنا عصام فافادنا ببعض المعلومات عنه . عن مولوده المسرحي الجديد يقول عصام هو عرض هومو داوس الذي أردته ردا على السيد هشام المشيشي و اقتراحه للمثقفين التونسيين أن “يفرهدو العائلة التونسية” سيبدأ إن شاء لله في آخر هذا الشهر في تجربة جديدة بالنسبة لي على طريقة الستانداب و المقهى المسرحيCafé Théâtre. الحقيقة أيضا أني كتبت نص هومو الداوس نزولا عند رغبة الجمهور الذي طلب مني أن أواصل قصة سابيانس التي بدأت سنة 2016 والتي لاقت ناجحا محترما بعد 52 عرضا في تونس. وبما أني اقتبست المسرحية من الكتاب الشهير الذي يحمل نفس الاسم “سابينس” و بما أن صاحب كتاب سابينس قد واصل القصة بنشر كتاب “هومو داوس” فقد سرت على نفس المنوال و استعملت نفس الاسم. يبقى عرض “هومو داوس ” عرضا كوميديا ساخرا على مستقبل الإنسان ومصيره في عالم الآي آي AI )artificial Intelligence كما كانت سابينس عرضا ساخرا علي تاريخ الإنسان علي مدى خمسة و أربعين ألف سنة. نص “هومو داوس” يطرح فكرة ما بعد الإنسانية Transhumanismeو يخوض في مسائل سياسية تعاني منها البشرية اليوم و هي صعود الشعبوية و افتقار الناس لأبسط أساليب التحليل السياسي التي تمكنهم من التفريق بين الغث و السمين. هكذا انتهى حديث عصام. في الحقيقة عصام العياري نجم حقيقي يعرفه كل جماعة التياترو لكن وجب ان يسلط عليه الضوء اكثر تلفزيا كما وجب لنوع مسرحه ان ينجح لانه حقا مسرح مممتع فيه ثقافة و فيه ضحك من الاعماق و الفنان المذكور موهوب حقا بل اكثر من موهوب. نتمنى لك كل النجاح عصام في مغامرتك الجديدة خاصة ان العرض الاول سيكون في مقهى ثقافي و هي عودة لما كان يقدم في فرنسا من مسرحيات في المقاهي و قد يكون حلا ناجعا في ظل غياب المسارح. الف مبروك يا عصام. كل التشجيع لك و كفاءة شابة مثلك مكانها الشموخ.