كتب:صلاح الطرابلسي
نعيش اليوم حالة من التردي لم يسبق أن عاشها اسلافنا من الاستعمار إلي الاستبداد…سمعنا من أجدادنا حكايات عن الفقر وضنك العيش نراها اليوم “جنة” أمام ما نعيشه من إنتشار الفقر والجريمة والفساد…غاب الفرح عن الوجوه التي نراها عابسة ومهمومة…وجوه باحثة عن الأمل تهرب إلى التلفزات علها تجده في خطاب من تداولوا على اغتصاب الوطن مدة هذه السنوات،فلا تجد سوى خطاب الكراهية والحقد وإن غابت هذه الخطابات فستجد من التفاهة من يزيد في اغراقها في الهموم.
نرى اليوم المواطن تائها غير عارف ماذا ينتظره من مصائب …باحثا عن الأمل فلا يجد غير الإحباط…تراه يتجول في الشوارع فلا يرى غير كراسي المقاهي البائسة تشده إليها لتتعاظم همومه وتزيد معاناته.
انتظر هذا المواطن الكثير من الثورة ونظر إلى المستقبل بعين حالمة…خاب امله وهو يشاهد هذه الضباع الجياع تزحف على تونس الجميلة تنهشها وتغرقها في بحر من دماء من آمنوا بأن الذود عن الوطن مقدس…دموع الثكالى تهز أركان البيوت المتداعية…يقابلها جشع الساسة ومصاصو الدماء الذين اغرقوا البلاد في الفساد وعمقوا مأساة المواطن…ضباع منتشرة تنهش ولا تشبع …تتجول وقد سبقتها بطون منتفخة بما نهشته ونهبته…بطون لا تشبع ولن تشبع ولن يقلقها مزيد الانتفاخ.