تسارع مخابر الأدوية العالمية الخطى لجعل اللقاحات ضدّ فيروس كورونا جاهزة للتسويق في أقرب وقت ممكن بعد نحو عام منذ ظهور الفيروس لأوّل مرّة في مدينة ووهان بإقليم هوباي في الصين، ووضع حدّ للتداعيات الصحية والإجتماعية والإقتصادية غير المسبوقة منذ عقود والعودة إلى الحياة بشكل طبيعي.
وأصاب الفيروس إلى حدّ الآن ما يزيد عن 60 مليون قضى منهم أكثر من 1.4 مليون حول العالم.
وعدا حصده لمئات الآلاف من الأرواح، أدى ظهور ”كوفيد-19” إلى تراجع قطاعات واسعة من الإقتصاد العالمي على غرار قطاع الطيران الذي الذي يشكو من شلل شبه تام، مع إغلاق الدول لحدودها. وقد أثّر ذلك على القطاع السياحي ليعرف بدوره ركودا لم يشهد له مثيلا.
ولكن مع تتالي إعلان عدد من المخابر العالمية عن تحقيق نتائج إيجابية للتجارب على اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في مرحلتها الثالثة والأخيرة، بدأ الأمل يدبّ شيئا فشيئا بأن يكون الفيروس من الماضي في وقت قريب.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ تجارب لقاحات فيروس كورونا جرت بسرعة فائقة، على غير العادة بالنسبة للقاحات عموما، وقد يعود هذا الأمر إلى ما سببه هذا الفيروس من تداعيات سلبية أنهكت الدول والمجتمعات حول العالم وباتت تهدّد السلم الأهلي في أكثر من منطقة، بسبب إجراءات الغلق التي أثّرت بالخصوص على الفئات محدودة الدخل.
3 لقاحات في مرحلة ما قبل التسويق
ولئن أعلن عن اجراء أكثر من 11 مختبرا المراحل الأخيرة من التجارب قبل الإنتاج، إلاّ أنّ 3 منها إلى حدّ الآن أثبتت فعاليتها بنسب متقاربة (في حدود 90 بالمائة)، وخاصة التلاقيح التي طوّرتها مخابر بفايزر – بيونتيك ومودرنا و أسترا زنكا.
كما طوّرت روسيا والصين لقاحات مضادة لكوفيد-19، لكن هذه اللقاحات ما تزال محلّ تشكيك في غياب معطيات علمية دقيقة حولها، رغم تأكيد الدولتين على نجاعتها. وقد تمّ تجربتها في عدد من الدول على الآلاف من الأشخاص.
وانطلقت بعض الدول في وضع مخطّطات لتطعيم مواطنيها ومن المرجح أن تنطلق في نهاية ديسمبر المقبل عمليات التقليح فعليا.
هل سيكون التطعيم إجباريا؟
ولم يتمّ الكشف إلى حدّ الآن عن وجود خطّة لجعل التلاقيح اجبارية، الاّ أنّه تمّ تحديد على الأقل الفئات التي ستكون لها الأولوية في الحصول عليها منهم الأشخاص كبار السن والحاملين للأمراض المزمنة ومهنيي الصحة.
ولم تتضح الرؤية بعد حول إمكانية الزام الأشخاص الذين يعتزمون السفر بالتلقيح.
ومن المتوقّع أن تتواصل عمليات التلقيح إلى غاية فصل الربيع المقبل، في حالة جرت الأمور وفقا للمخطّطات ودون حدوث مفاجآت. وفي أثناء ذلك يتواصل في أغلب دول العالم فرض اجراءات صارمة في مسعى للتحكم في تفشي الفيرويس خلال هذه الموجة الثانية ووسط مخاوف من موجة ثالثة، باتت واقعا في الولايات المتحدة.
تونس تطمح إلى تطعيم 20 بالمائة من السكان في مرحلة أولى
وفي تونس أكّدت السلطات مساعيها للحصول على التلاقيح في أقرب وقت ممكن بمجرد حصولها على التراخيص الضرورية لتسويقها.
وقال مدير ”معهد باستور” الهاشمي الوزير وعضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، إنّ انخراط تونس في مبادرة كوفاكس (ِCOVAX) التي أطلقتها منظّمة الصحة العالمية لتوفير اللقاحات للدول ذات الإمكانيات المحدودة سيمكّنها من الحصول على جزء من احتياجاتها.
وذكر الوزير أنّه سيتم توفير حوالي 4 ملايين جرعة في مرحلة أولى (جرعتين لكلّ شخص)، وهو ما سيمكّن 20 بالمائة من التونسيين من الحصول على التلقيح.
وأوضح أنّ تونس ستعمل توفير التلقيح في مرحلة لاحقة لعدد أكبر من المواطنين على أمل بلوغ نسبة 50 بالمائة من التونسيين لتحقيق المناعة الجماعية فضلا عن الأشخاص الذين طوّروا مناعة ذاتية ضدّ الفيروس.
المصدر : موزاييك